درس الإيمان بالغيب

مدخل التزكية: العقيدة

ربط الدرس بسورة يوسف
قال الله تعالى: “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ” يوسف 102
وقال أيضا: “لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ” يوسف 111

قال تعالى: “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” الأنعام 60

المحور الأول: مفهوم الإيمان وحقيقته وشروطه

مفهوم الإيمان: لغة: التصديق والإقرار والوثوق. ومنه قوله تعالى: (وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) يوسف 17
واصطلاحا: اعتقاد بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح، كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره

حقيقة الإيمان: تصديق بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالجوارح

شروط الإيمان
العلم المنافي للجهل: فالله سبحانه لا يعبد بما يجهل
الإذعان المنافي للعناد: وهو الانقياد لما جاء في القرآن والسنة
الإتباع المنافي للإبتداع: (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) الأعراف

المحور الثاني: مفهوم الغيب، وذلك الإيمان به وحكمته

أولا: تعريف الغيب: الغيب لغة : هو كل ما غاب عن إدراك حواس الإنسان
واصطلاحا: هو كل ما غاب عن إدراك الحس وما خفي بحجاب السر، عن الإنس والجن واستأثر الله تعالى بعلمه. وهو قسمان
غيب مطلق: لا يعلمه إلا الله كقيام الساعة وعلم الروح والحياة البرزخية والجنة والنار وموت الإنسان
غيب نسبي: وهو نوعان نوع أخبرنا به الله في القرآن، وقبل ذلك كان غيبا. (مثال قصص السابقين كقصة يوسف وطوفان نوحَ)
نوع يمكن للإنسان معرفته من خلال ما وصل إليه من علوم كتكهن أحوال الطقس، ومعرفة جنس الجنين

ثانيا: دلالة الإيمان بالغيب: (على ماذا يدل الإيمان بالغيب؟)

يدل الإيمان بالغيب على التصديق الجازم بالله تعالى، وكل ما أخبر به مما لا سبيل إلى العلم به، تصديقا خاليا من الشك والتردد

ثالثا: حكمة الإيمان بالغيب: الإيمان بالغيب له حكم عديدة، فهو يربي في الإنسان الخشوع لله، ويجعله دائم الصلة بالله تعالى، قال الله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)

بيان الإيمان بالغيب
نوع أخبرنا به الله في القرآن، وقبل ذلك كان غيبا. (مثال قصص السابقين كقصة يوسف وطوفان نوح
نوع لا سبيل للعلم به أبدا، وهو ما استأثر الله تعالى بعلمه
نوع يمكن للإنسان أن يدركه بالتجربة والبحث في علوم كتشريح أحوال النفس، ومعرفة جنس الجنين تصديقا جازما لا شك فيه ولا تردد

المحور الثالث: أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك

على مستوى التصور الوجداني
الشعور بالتكريم الإلهي: قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ)
الشعور برعاية الله تعالى في جميع حركات الإنسان
الشعور بالطّمأنينة والأمن، مما يدفع الإنسان إلى الصبر بدل اليأس، قال تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)

على مستوى السلوك والممارسة
ـ الاستقامة على أمر الله تعالى بتنفيذ الأوامر واجتناب النواهي
ـ التوجه لعمل الخيرات ونفع الإنسانية
ـ يجعل لحياتنا معنى ساميا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاَ)

عاقبة الإيمان بالغيب على النفس
عاقبة التكذيب بالغيب على النفس يجعل الإنسان يعيش في خوف ورعب من الموت، وهم وحزن وجشع وطمع، وضجر عند المصيبة وفجور عند النعم.

العلاقة بين إيمان والغيب

علاقة عموم وخصوص. من مقتضايات إيمان التصديق بالغيبيات إذ لا يكتمل الإيمان إلا بالتصديق بالغيب. فالإيمان مفهوم عام يشمل الغيب، والإيمان بالغيب جزء من الإيمان، وركن من أركانه الستة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *