سورة يوسف: من الآية 1 إلى الآية 22

مدخل التزكية : الشطر الأول : سورة يوسف : مرحلة الطفولة وكيد الإخوة الآيات 1 إلى 22

بسم الله الرحمن الرحيم. الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6) لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (15) وَجَآءُوا أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ (16) قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَآءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ (20) وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)

:أولاً : توثيق سورة يوسف
سورة مكية ، عدد آياتها 111 آية / ترتيبها في النزول 53 / ترتيبها في المصحف : 12 / موضعها في المصحف : بين سورة هود وسورة الرعد.

:ثانياً : الغاية من نزول السورة (الحدث والسياق النفسي)
نزلت لمواساة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد اشتداد الأذى عليه في مكة . وبعد وفاة زوجته خديجة، وعمه أبو طالب…

ثالثاً : سبب تسميتها
سميت بسورة يوسف، لإيراد قصة النبي يوسف عليه السلام فيها.

:رابعاً : سبب النزول
روي في سبب نزولها أن كفار مكة لقوا بعضهم اليهود وناحوا في شأن محمد صلى الله عليه وسلم، فقال لهم اليهود: اسألوه، لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر. فإن أجابكم فهو نبي، وإلا فلا. فسألوه، فأنزل الله السورة. وقيل أيضاً إن الصحابة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقص عليهم قصصاً، فأنزل الله: (نحن نقص عليك أحسن القصص)

:خامساً : محاورها وموضوعاتها
المحور الأول من الآية 1 إلى 22 : مرحلة الطفولة وكيد الإخوة
المحور الثاني من الآية 23 إلى الآية 42 : كيد النساء ومحنة السجن.
المحور الثالث من الآية 43 إلى الآية 57 : رؤيا الملك ودلالة مخازن مصر.
المحور الرابع من الآية 58 إلى الآية 76 : قدوم الإخوة إلى مصر ومكيدة يوسف لاستبقاء بنيامين منهم.
المحور الخامس من الآية 77 إلى الآية 93 : عتاب إخوة يوسف وبيان يوسف لنسبه بالله وبداية الإنفراج.
المحور السادس من الآية 94 إلى الآية 111 : اجتماع الأسرة بعد التفرقة وتحقق الرؤيا. خامساً:الملموس والطعمي اللغوية
من الغافلين: لم تخطر ببالك ولم تسمعها إلا بعد الوحي. / القصص: بمعنى المقصوص من الخبر والأحاديث بيوسف. هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. / رأيت: من الرؤيا الخاصة بالنوم، وانطباع صورة متخيلة ذات معنى. / إني أراك: أي أعتقد أنك يا يوسف تبعاً للرؤيا في حفظ الله تعالى أو تنبهاً أو تحذيراً. / ساجدين: متواضعين في الاحترام. / يكيدوا لك كيدا: يحتالوا ويهلكوك. / تأويل الأحاديث: تعبير الرؤيا أو الأخبار عما يقول إليه الحديث. / يجتبيك: يصطفيك ويختارك. / عصبة: جماعة من العشرة فما فوق. / اطرحوه أرضاً: ألقوه في أرض بعيدة. / بضاعة: متاع يباع ويشترى. / غيابة الجب: قعر البئر المظلم. / قميصه بدم كذب: لطخوه بدم سخلة ليغروا أباه. / سيارة: جماعة يسيرون لطلب الماء أو للتجارة. / يا بشرى: يا فرحتي. / بخس: قليل أو منقوص القيمة. / مثواه: مكان إقامته. / آتيناه: أعطيناه. / أجمعوا: اتفقوا. / غيابة: قعر. / عبرت: أولت. / السائلين: المستفهمين. / المرسلين: الأنبياء. / غافلين: ساهين. / كيداً: مكراً. / الغيابة: ظلم البئر. / لا يشعرون: لا يعلمون. / صبر جميل: الصبر الذي لا يشكو فيه صاحبه. / وزهدوا فيه: لم يرغبوا فيه. / نبلو: نختبر. / المخلصين: المختارين. سادساً: المعاني الجزئية للشطر القرآني
من الآية 1إلى الآية 6 : إخبار الله تعالى عن جانب من فضائل القرآن الكريم، وعن رؤيا يوسف – عليه السلام- وعن نصيحة أبيه له بعد أن قصها عليه، واستشراف يعقوب لمستقبل ابنه وتفضيل الله له.
من الآية 7 إلى الآية 10: بيان تعالى أن في قصة يوسف وإخوته عبر وعظات لمن سأل عنها. وادعاء عداوة الإخوة ليوسف عليه السلام وتدبير المكيدة للتخلص منه.
من الآية 11 إلى الآية 15: مراودة الإخوة أباهم يعقوب عليه السلام قصد إقناعه بإصطحاب يوسف عليه السلام معهم. وتوظيف الإخوة مكيدة للتخلص من أخيهم والقائه في الجب.
من الآية 16 إلى الآية 18: الإخوة يأتون أباهم عشاء يبكون ويوهمونه بأن الذئب قد أكله، ويثبتون ذلك بدم كذب. في هذه المحنة العظيمة، يواجه يعقوب الموقف في قمة الصبر والبر، ويؤكد أن الأمر لله عز وجل، داعياً بمشقة إلى خير وفاة ابنه.
من الآية 19 إلى الآية 22: انتقال السيارة بيوسف من الجب، وبيعهم له بثمن بخس. لينتقل إلى بيت عزيز مصر “أكرمي مثواه، عسى أن ينفعنا، أو نتخذه ولداً”.

المضمون العام للشطر الأول
تتحدث الآيات عن جانب من فضائل القرآن الكريم، وعن رؤيا يوسف -عليه السلام- وعن نصيحة أبيه له بعد أن حكى له رؤياه. وبكر إخوته به، وأمرهم في الانتقام وأجمعهم على أن يلقوه في الجب، وتنفيذهم لذلك بعد موافقة أبيهم، فاستغلوا غفلة أبيهم ليحافظوا على يوسف عليه السلام، ثم ينتهي الشطر بانتقال السيارة بيوسف من الجب، وبيعهم له بثمن بخس دراهم معدودة.

سابعاً: الدروس والعبر المستفادة من الشطر القرآني
ورود قصة يوسف في القرآن الكريم دليل على صدق محمد ﷺ (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن).
بيان فضل يوسف في تشخيص الرؤيا والحسب نسبه.
الحسد قد يدفع إلى تفتيت الأسرة. (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين).
حسد يعقوب عليه السلام على حب يعقوب. (إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا).
يعقوب عليه السلام ينصح ابنه يوسف. (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا).

ثامناً: الأحكام الشرعية المستفادة من الشطر
جواز كتمان الأمور مخافة وقوع الضرر. (قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)

ثوبة الرؤية شرعا ومشرية التعبير عنها وكذلك يشتبيك ربك ويعلمك من تابل الأحاديث

وجوب العدل بين الأولاد تجنبا للحقد بينهم إذ قال ليوسف أخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة

تحريم الحسد لعواقبه الوخيمة يستخلص من أحداث القصة

تحريم نية التوبة قبل شعر الزنب قتلوا يوسف أو اطرحوا أرضا يخلوا لكم وجو أبيكم وتكونوا من بعد قوم صالحين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *